الخميس، 6 نوفمبر 2014

كيف ساعدت فرنسا رئيس بوركينا فاسو على الفرار إلى ساحل العاج؟hgvHd hb.,h]

  • الرأي الازوادي- وكالات
نشر في : الخميس 6 نوفمبر 2014 - 06:15 ص   |   آخر تحديث : الخميس 6 نوفمبر 2014 - 06:15 ص
الـ هفنغتون بوست الفرنسية
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند يوم الاثنين 3 نوفمبر دون الدخول في التفاصيل أن فرنسا ساعدت في “أن يتمّ إجلاء بليز كومباوري دون أي أضرار”، ولكن دون أنّ تدخلّ بنفسها؛ إذ أضاف بأنّ “لم نقم نحن بأنفسنا بإجلائه”.
وقد لجأ رئيس بوركينا فاسو السابق منذ الجمعة إلى ساحل العاج بعد أول مظاهرات شعبية وتدهور الوضع في الأسبوع الأخير. “قمت بإعلان يوم الجمعة طالبت فيه بليز كومباوري باتخاذ القرارات المناسبة أي الرحيل. وهذا ما فعله في الساعات الّتي تلت”، صرّح أولاند.
bo_medium_1كومباوري كان منتظرًا
ولكن وفقًا لـ جون أفريك الّتي نقلت عن “مصادر دبلوماسية موثوقة”، فرنسا قد لعبت دورًا مباشرًا في إجلاء بليز كومباوري. وكان رئيس بوركينا فاسو غادر قصره في كوسيام “عند منتصف يوم” الجمعة 31 أكتوبر. و”في اتصال مع السلطات الفرنسية”، غادر موكبه في اتّجاه الجنوب ولكن تمّ “تحذيره” من أنّه كان منتظرًا من قبل الشعب.
وأتى على موقع جون أفريك أنّ “طائرة هيلكوبتر فرنسية ـ ربّما من القوّات الخاصّة المتواجدة في أوغادوغو ـ أرسلت على عين المكان”. وأكّدت الصحيفة أنّ “بليز كومباوري وعدد من مقرّبيه” تمّ إخراجهم من القصر، ثم نقلهم بطائرة هيلكوبتر إلى ساحل العاج.
أولاند يعترف بالتدخّل المباشر
عند اتّصال الـ هفنغتون بوست بوزارة الخارجية الفرنسية رفضت التعليق على هذه المعلومات، ولكن مساء الثلاثاء فتح فرنسوا أولاند الموضوع مجدّدا ويبدو أنّه يؤكد رواية جون أفريك: فرنسا “ضمنت إجلاء” بليز كومباوري بـ “الأساليب المناسبة”.
“لضمان انتقال السلطة” في بوركينا فاسو، “قامت [فرنسا] ما في وسعها لإجلاء الرئيس كومباوري إلى ساحل العاج”، “وضمننا أمر نقله مع توفير كل الأدوات اللازمة”، قال أولاند.
وحول سؤاله عمّا إذا وفّرت فرنسا طائرة هيلكوبتر في هذه العملية أكّد الرئيس الفرنسي أن بلاده مع زعماء دول المنطق سهّلوا إجلاء “الرئيس الّذي لم يعد رئيسًا” لبوركينا فاسو.
فرنسا تريد انتقالًا سريعًا للسلطة
مساء الاثنين، طالبت فرنسا بنقل السلطة إلى المدنيين سريعًا مؤكدة أنّها لعبت دورًا غير مباشر في نقل حليفها القديم بليز كومباوري “بلا أضرار”.
وعلى هامش زيارته إلى كندا، حيا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند رحيل الرئيس بليز كومباوري عن السلطة ولكن لم يعلّق على استيلاء الرائد إسحاق زيدا على السلطة. كما طالب بنقل السلطة إلى المدنيين “في الساعات القادمة”.
ووعد الرجل القوي الجديد في بوركينا فاسو قبل ساعات بانتقال “في إطار دستوري” للسلطة، ممّا يدلّ على تسليم المشعل إلى السلطات المدنية.
حماية المصالح وعدم التدخّل
“على المؤسسات الإفريقية أن تكشر عن أنيابها. يجب على الأفارقة أخذ قراراتهم بأنفسهم”، وفقًا لدبلوماسي فرنسي مندّدا بإحياء الاشتراكي الفرنسي فرانسوا عند وصوله إلى الحكم لحقبة “فرانس أفريك” شبكة التأثير والعلاقات الّتي تربط باريس مع مستعمراتها السابقة.
وبليز كومباوري الّذي أسقطته الحركة الشعبية الهائلة ضدّ سعيه إلى البقاء في السلطة بعد 27 سنة من الحكم كان أحد دعامات فرانس  أفريك. إذ قال الخبير المستقلّ في شؤون غرب إفريقيا جيل يابي إنّ “بليز كان من بين الزعماء المقربين من فرنسا ولعب دورًا مهمّا جدّا في الوساطة أثناء صراعات غرب إفريقيا (خاصة في أزمة ساحل العاج) وقدّم خدمات لتحرير الرهائن”.
“ومن المؤكد أنّه لم يكن منبوذا من قبل المجتمع الدولي، على العكس. إلا أنّ فرنسا وكذلك الولايات المتّحدة الأمريكية أشارتا بوضوع إلى أنّهما لن يدعمانه”، في حال رغبته البقاء في الحكم.
فرنسا لم تختر معسكرًا
لم تختر فرنسا بعدُ معسكرًا تدعمه في بوركينا فاسو، حتّى وإن كان دور السفير الفرنسي جيل ثيبول على الميدان متقدّما جدًّا؛ إذ وفقا لأوساط فرنسوا أولاند: “يلعب دورًا مهمّا ويعرف جميع الفاعلين في الأزمة”.
وحسب مصدر فرنسي، “خطّتنا تكمن في إيجاد التوازن بين التأثير البديهي باعتبار التاريخ ومصالحنا على الأرض وعدم التدخّل”.
ويذكر أن هناك 3500 ألف فرنسي يقيمون في بوركينا فاسو ـ أكبر جالية أجنبية في البلاد ـ ونحو 40 فرع للمؤسسات الفرنسية في جميع القطاعات الاقتصادية وباريس الممّول الرئيس هناك.
رؤساء “دعامات للاستقرار في المنطقة”
هذا بالإضافة إلى أن بوركينا فاسو تمثّل طرفًا مهمًا في برخان في مكافحة الإرهاب في الساحة. ووفّرت فرنسا نحو 100 عنصر من القوّات الخاصة مجهزين بطائرات هيلكوبتر على أراضي بوركينا فاسو. وحاليًا، “هناك عدد قليل من العسكريين” هناك؛ إذ إنّ أغلبية الفرقة قدّ انتقلت للمشاركة في “العمليات الكبيرة” في مالي ضدّ الجهاديين، وفقًا لمصدر دبلوماسي فرنسي.
وعلى الرغم من مصالحها المتعدّدة، “لا أظنّ أن فرنسا ستتمكّن من السيطرة في بوركينا فاسو فهي لا تملك مفاتيح الأزمة”، حسب المتخصّص في شؤون إفريقيا أنطوان غلازر. الّذي يعتقد أن باريس لم تقيّم الأزمة ولم تأخذ بعين الاعتبار الرغبة في التغيير من قبل المجتمع المدني والشباب الإفريقي.
“وبالنسبة للكثيرين في فرنسا، خاصة العسكريين، فإنّ الرؤساء مثل كومباوري وساسو نغيسو (الكونغو) وإدريس (التشاد) دعامات للاستقرار في المنطقة” 


  • نص المصدر كاملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة الرأي الأزوادي2014