السبت، 24 مايو 2014

اتفاقية كيدال "بين أمل مشوب بحذر...وألم يعتصر قلوب الازواديين

الرأي الآزوادي

ابومالك الازوادي

مهزلة كيدال (آجنبو فل تيلكين
من اﻷمثال المعروفة عندنا للعمل الغير متكامل الذي يعمل سريعا للخلاص المؤقت (آجنبو فل تيلكين) بمعنى أن المرأة التي سرحت شعرها أحسن تسريحة قبل إخراج القمل من رأسها ستضطر لنقض تسريحة شعرها سريعا.
ومثل ذلك رؤيتي لاتفاقية كيدال، فلا زال العالم يرتكب أخطاء في حق القضية اﻵزوادية لذلك تنحل عليهم تلك الحلول المؤقتة سريعا وتسبب كوارث أكثر مما قبل تلك الحلول.
*
وهنا بعض النقاط التي سمحت بها بنيات فكري على الرغم من الحالة الغير مزاجية التي أمر بها منذ توقيع تلكم المهزلة، لعلها تساهم في نقد تصرفاتنا الخاطئة.
فهذه الاتفاقية تضمنت أخطاء عدة:
-
أولا من حيث الوضع:
1-
تم الاستعجال في اتخاذ القرار دون مشاورات.
2-
تم التفكير وتحديد المطلوب أمام الوسطاء ثم التوقيع.
3-
لقد علمنا نحن فكيف بمن في الميدان عن توجه الرئيس الموريتاني إلى كيدال، فيفترض أن يتم اجتماع عاجل ﻷن مقصده معروف، وتعد صياغة المطالب قبل.
-
ثانيا من حيث شرعيتها للطرف المالي:
-
على المستوى التوقيعات فهي ناقصة لعدم وجود الممثل المالي، فلو تنصلت مالي وقالت بعض بنودها لم نستشر فيها وإنما وقع ولد عبد العزيز من تلقاء نفسه كان ذلك اعتراضا صحيحا.
-
ثالثا من حيث الصياغة القانونية:
1-
من حيث صيغ اﻷلفاظ فإن اعتبار المساجين في السجون المالية أسرى غير صحيح ﻷنه لم يؤخذ أحد منهم ضمن معارك بل كلهم قبض عليهم في حالات تجوال بين أحياء البوادي.
2-
ومن أخطائها القانونية الكبيرة: كونها تنص على تبادل اﻷسرى وهذا يناقض اتفاقية واغا المنصوصة فيها إطلاق سراح المساجين دون أي تبادل لعدم وجود أسرى ماليين حين توقيعها، فهذا كأنه استدراك على اتفاقية واغا.
3-
ومن أعظم أخطائها القانونية: أنها تنص على العودة إلى اتفاقية واغا مع أنها اشتملت على زيادات على تلك الاتفاقية، ما دام فيه زيادة فإذن هي تمثل طرحا جديدا للتفاوض قد تقبله مالي وقد لا تقبله.
-
رابعا أخطاء متعلقة بالتنفيذ:
1-
لم توقع الجهة الوسيطة على تعهد ضمانها لتلك الاتفاقية بل اكتفت بوعود شفوية
2-
ومن الجدول الزمني، فلم يستفد منها اﻵزواديون تحديد مدة سريعة لتحريك عجلة اتفاقية واغا الميتة، وهذا طبيعي ﻷن الميت لايمكن إحياؤه.
*
كل ما حصل هو إيثار اﻵزواديين راحة العالم وولد عبد العزيو على أنفسهم، فقد قال أحدهم:
(نحن نعطي ولد عبد العزيز ما يريد ما دام قد حل في ديارنا)
السياسة ليست فيها عواطف، لكن لا تستغربوا فهناك من اﻵزواديين من تعود أنسابهم إلى اﻷشراف واﻷنصار الذين نزل فيهم ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة الرأي الأزوادي2014