وأكد رمضان في مقابلة حصرية مع "العربية.نت" أن الحركات الأزوادية لا تعول كثيراً على المفاوضات الجارية مع الحكومة المالية بسبب "اللاءات" التي رفعها الرئيس المالي الجديد إبراهيم أبو بكر كيتا، متهماً النظام المالي بخرق الاتفاقيات الموقعة معه.
وقال محمد مولود رمضان إن الرئيس المالي الجديد رفع عدة لاءات بعد وصوله إلى الحكم، من بينها: لا فدرالية، لا حكم ذاتي، لا استقلال، إلى آخر تلك "اللاءات" المعروفة – يضيف رمضان – قائلا إن الرئيس المالي يطبق نفس الخطط التي فشلت لدى سابقيه وأدت لانفجار الأوضاع في أزواد.

تجاهل قضية شعب


محمد مولود رمضان مسؤول العلاقات الخارجية
واتهم رمضان في حديث لـ"العربية.نت" المجتمع الدولي بتجاهل قضية الشعب الأزوادي من خلال حشرها في زاوية ضيقة لا تتعدى البعد الأمني المتمثل في محاربة الإرهاب، ومواجهة الجريمة المنظمة، إضافة للحفاظ على الاستقرار الأمني في الساحل.
ورأى القيادي في الحركة العربية الأزوادية أن هذه المقاربة المعتمدة من قبل المجتمع الدولي خاطئة بالمرة، مؤكدا أن على المجتمع الدولي أن يستحضر عمق القضية وهو بعدها السياسي المتمثل في قضية شعب يعاني التهميش والتشريد والقتل المستمر، ويصنف أفراده مواطنين من الدرجة الثانية في دولة مالي.
ورأى رمضان أن من يقرأ قرار مجلس الأمن رقم 2100 يكتشف حجم التجاهل الدولي لمطالب الشعب الأزوادي، معتبراً أنه ما دام هذا هو منهج المجتمع الدولي نحو هذه القضية فلا أرى أنها ستجد حلا ولا أن منطقة الساحل ستجد استقرارا.

خرق الاتفاقيات


وفد الحركات الأزوادية أثناء جلسة مفاوضات مع حكومة مالي في عاصمة بوركينا فاسو وغادوغو
وجدد محمد مولود رمضان – وهو الممسك بملف العلاقات الخارجية في الحركة العربية الأزوادية – اتهام حركته للحكومة المالية بخرق الاتفاقيات الرسمية الموقعة، مضيفا أن آخر الأمثلة على ذلك هو الاتفاق الموقع يوم 18 يوليو الماضي، والذي يقضي بعدة إجراءات من بينها الدخول في هدنة من أجل تنظيم انتخابات رئاسية تمهد لإطلاق مفاوضات شاملة.
وأكد رمضان أن الحكومة المالية لم تف بالتزاماتها في هذا الاتفاق، فما زالت سجون باماكو مليئة بالأبرياء – يقول رمضان – وما زال الجيش المالي يستهدف الأبرياء قتلا واعتقالا في مناطق أزواد، مجددا قناعة الحركات الأزوادية إلى جانب المجتمع الدولي بضرورة وجود نظام ديمقراطي قادر على الذهاب إلى المفاوضات باسم الشعب.

لا استقرار بدون حل سياسي
 

وشدد رمضان على أن الاستقرار في منطقة أزواد مرتبط باحترام إرادة الشعب الأزوادي في تقرير مصيره وإنهاء معاناته المستمرة منذ عقود، معتبرا أن إقرار هذا الحق للشعب الأزوادي سيعني أمن المنطقة وازدهارها، لأن الشعب الأزوادي هو الوحيد القادر على تأمين أراضيه ومواجهة الإرهاب، وهي مهمة يستحيل على أي قوة – مالية أو دولية – القيام بسبب طبيعة المنطقة.
وجدد رمضان شكر الدول المجاورة لمالي على استضافتها للاجئين الأزواديين، خصوصا النيجر والجزائر وموريتانيا وبوركينا فاسو، مطالبا حكومة هذه الدولة بضرورة مراجعة طريقة التعامل مع الملف الأزوادي من خلال استحضار البعد السياسي للقضية.
وأكد رمضان توحيد الحركات الأزوادية الرئيسية لمطالبها وللجنة مفاوضاتها مع الحكومة المالية، معتبرا أن وجود عدو مشترك وأهداف واحدة تتعلق بأرض واحدة وشعب واحد فرض عليهم توحيد مواقفهم.