الاثنين، 22 سبتمبر 2014

الصراع في ليبيا على الموارد والسلطة أولًا والأيديولوجيا ثانيًا

الرأي الازوادي- وكالات

اعتبر رئيس “تحالف القوى الوطنية” محمود جبريل أنّ: “كثيرا من المجموعات المسلحة في ليبيا تتصارع من أجل المال و ليس على السلطة”. وأكد جبريل في مقابلة، قبل أسبوع، على قناة “التحرير” المصرية، أنّ الليبيين يحلمون ببناء الجيش والشرطة وعودة الدولة مرة أخرى”؛ مشددا على أنّه: “إذا كان السلاح يفرق فالسياسة تجمع وتصلح ما يفسده السلاح”.
وإذا كان جبريل يرى أنّ الصراع في ليبيا “من أجل المال و ليس على السلطة”، فإنّ مسؤولا أمريكيا بارزا يرى أنّ الصراع الليبي في أنحاء مختلفة من الأراضي الليبية “هو صراع على الموارد والسلطة وبدرجة ثانية صراع أيديولوجي”.
التدافع من أجل السيطرة على موارد ليبيا
012
وقال النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، السفير جيرالد فايرستاين: “علق ملايين الليبيين آمالا كبيرة على أن ليبيا ستغتنم الفرصة التي يوفرها سقوط نظام القذافي لبناء دولة جديدة تقوم على مؤسسات ديمقراطية قوية وتوفر غطاء عمل مستقر وآمن من شأنه أن يستغل موارد الطاقة في توفير حياة كريمة لكل الليبيين”.
وأشار فايرستاين في لجنة استماع أمام لجنة الخارجية بمجلس النواب الأميركي حول “تدهور الوضع الليبي” وفق ما أوردت “بوابة الوسط” إلى أنّ: “المؤسسات السياسية فشلت والقادة الجدد في مواجهة التحديات، على الرغم من جهود العديد من الليبيين الشجعان، وكذلك المشاركة الفعالة من الولايات المتحدة وشركائها الدوليين”.
السيطرة على موارد ليبيا
1236
وأكد فايرستاين على أنّ “سماسرة السلطة وقادة الميليشيات في ليبيا” رفضوا مبادئ الحوار وبناء التوافق والتسوية، لصالح السعي ضيق الأفق للمصالح والتدافع من أجل السيطرة على موارد ليبيا”؛ مشيرا إلى أنّ “الحكومة المركزية الضعيفة جراء 42 سنة من حكم القذافي السيئ، ثبت أنها عاجزة عن الحكم وتوفير الأمن أو استغلال الفرص الاقتصادية”.
وقال النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى: “في ظل الحكومة الضعيفة وغير القادرة على السيطرة على الأوضاع في مختلف المناطق الليبية وأمام انتشار المجرمين والميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة والتي تتصارع من أجل السيطرة على الوضع والتحكم في الأحداث هناك، إلى جانب تدفق السلاح والمقاتلين بسبب عدم القدرة على السيطرة على الحدود مع دول الجوار وهو ما ساهم في تشريد ربع مليون ليبي داخل ليبيا أو فرّوا إلى الخارج منذ بدء الاشتباكات المسلحة من طرف الميليشيات المتصارعة”.
صراع على الموارد والسلطة
123
وشدّد المسؤول السياسي الأمريكي على أنّ فهمًا أفضل لهذا الصراع بين الميليشيات المتنافسة في مختلف مناطق ليبيا يحيل على أنّ: “الصراع يعتبر في المقام الأول صراعا على الموارد والسلطة، وبشكل ثانوي فهو صراع أيديولوجي”. مؤكدا أنّ: “ليبيا لن تمضي قدما دون معالجة انعدام القانون والعنف، ولا يمكن معالجة العنف دون تحقيق الإطار السياسي الأساسي لمسار التقدم إلى الأمام”.
واعتبر أنّ “التحول السياسي في ليبيا توقف”، موضّحا أنّ الأسابيع الأخيرة شهدت انقسام الحكومة إلى حكومتين متنافستين، واحدة في طرابلس والأخرى في طبرق.
وأكد جيرالد فايرستاين على أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت التنسيق مع أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل تأمين موافقة بالإجماع على قرار مجلس الأمن عدد 2174، والذي ينصّ على فرض الأمم المتحدة عقوبات ضد أولئك الذين يعملون على تقويض عملية الانتقال السياسي في ليبيا.
العقلانية الأمريكية
من جهته، تحدث الدكتور سمير السعداوي عن طبيعة الصراع الليبي وموقف الإدارة الأمريكية منه : “تفيد تسريبات إلى وسائل الإعلام أنّ الموقف الأمريكي يتركز على الانتظار لرؤية الطرف الذي سيتمكن من الحسم على الأرض، تمهيدًا لمدّ اليد إليه، والتعامل معه بما يخدم مصالح الغرب”.
واعتقد في مقال نشرته صحيفة “الحياة” أنّ: “واشنطن لا تأخذ بالتوصيف البسيط للصراع على أنه بين قوى متشددة وأخرى معتدلة، بل يذهب الأميركيون أبعد من ذلك في تحليلهم نتائج الصراع، على أنّه من شأنه إنهاك الأطراف المسلحة وإفراز قوة ثالثة لا يكشفون بشكل دقيق عن طبيعتها”.
وأبرز الكاتب السعداوي أنّ: “العقلانية الأميركية التي لا تخلو من غموض، تظهر تناقضا بين الموقفين الأميركي والعربي، في قراءة مغزى الصراع في ليبيا، ويبدو من ابتعاد الأمريكيين عن سرعة الاستنتاج بأنه بين اعتدال وتطرف، أنهم مدركون تعقيدات أبعد للأزمة، وأنهم يستشفون ملامح تباينات في مواقف دول الجوار الليبي”.
ليس جهويّا ولا قبليّا ولا أيديولوجيّا
363
وأوضح السعداوي أنّ الولايات المتحدة الأمريكية: “قد لا تكون ترغب في الانجرار وراء الشعار الفضفاض الذي أطلقه اللواء المتقاعد خليفة حفتر حين أعلن أن حملته تستهدف (مكافحة الإرهاب)”؛ لأنّ ذلك حسب رأيه: “يقتضي الغوص في مستنقع ساحة حرب مفتوحة مع قوى التشدد يُخشى أن تؤدي إلى سقوط ليبيا كليّا في قبضة هذا التشدد، إلى جانب تشدد في المقابل تبديه قوى “الثورة المضادة ” التي أقحمت نفسها في تحالف مع حفتر، ما جعل “قوى التغيير” أسيرة تحالف مع الإسلاميين والمتشددين”.
 وتراهن واشنطن على أن حسم الصراع لمصلحة “قوى التغيير” سيفرز صراعا بين الإسلاميين المتشددين وأولئك الذين تصفهم بالمعتدلين”، وترى أنهم يحملون مشروعًا مشابها لصيغة “تركيا أردوغان” إن لم يكن استنساخا له.
وأكد الدكتور سمير السعداوي على صعوبة التبسيط في قراءة الصراع الليبي، معتبرا أنه: “ليس جهويّا ولا قبليّا ولا أيديولوجيّا”.
نص المصدر كاملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة الرأي الأزوادي2014