الأحد، 19 يناير 2014

رسالة من عربي مالي في موريتانيا.. إلى الرئيس ابراهيم كيتا

الرأي الازوادي- وكالات
الاحد 19 يناير 2014 - 04:05




خطاب ترحيب جمعية الكرامة المالية في موريتانيا 
بفخامة الرئيس إبراهيميا بوبكر كيتا وعرض الوضع الأمني 
 في الشمال وشروط العودة المنظمة
 

فخامة رئيس الجمهورية، 

اسمحوا لي بصفتي نائب رئيس جمعية الكرامة وناشط  من المجتمع المدني أن أتمنى لكم نيابة عن جمعية الكرامة، حسن المقام في هذه الأرض المضيافة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وطننا الثاني، أرض الترحيب والتسامح والغفران. إننا نغتنم هذه الفرصة السانحة بأن نتمنى لكم سنة سعيدة جدا بمناسبة العام الجديد 2014. 
فخامة رئيس الجمهورية. 

نرجو أن تكون هذه السنة 2014 بالنسبة لكم، فخامة الرئيس وللسيد حرمكم وأسرتكم الموقرة ومعاونيكم وكذلك جميع الماليين والماليات في الداخل والخارج، سنة سعيدة مليئة بالسلام والاستقرار والسعادة، راجيا من الله العلي القدير أن يلهمكم القوة والوسائل اللازمة من أجل تأدية مهمتكم النبيلة التي أناط بكم الشعب المالي، 
فخامة رئيس الجمهورية. 

إننا ننتهز هذه الفرصة لنهنئكم بمناسبة انتخابكم على رأس الدولة وهو ما يبرهن على أنكم دون شك تتمسكون بقيم الجمهورية وقيم الديمقراطية،  ويبقى الدليل الأكثر في هذا المجال هو النجاح الكامل لتنظيم انتخابات ديمقراطية وشفافة والتي أدت بكم إلى تقلد منصب الرئاسة متمسكين بتصميمكم  وإحساسكم العالي بقيمة الدولة وإيمانكم الذي لا يتزعزع  خدمة للشعب المالي أولا أدى كل ذلك في نهاية المطاف إلى إقناع الذين كانوا أكثر تحفظا وأكثر ترددا من بيننا في شخصكم وحكمتكم.   

كما أننا نرحب بتعيين أحد أبناء جلدتنا وزيرا للشؤون الخارجية،  وهو إطار وناشط تنموي  وصاحب تصميم وتوقيع على الميثاق الوطني في أبريل 1992، في الوقت الذي  نقلته أنشطته ومسؤولياته إلى  أماكن أخرى، إلى آفاق أخرى وبدون شك ستؤدي خبراته في التعامل مع القضايا الحساسة وكذلك في هيئة الأمم المتحدة إلى أن يسهم بشكل كبير في الوقت الذي  يحتاج بلدنا إلى عطاء كل أبنائه جميعهم. 

فخامة رئيس الجمهورية، 

لا يمكنكم أن تتخيلوا كيف انتظرنا بشكل محموم لحظة مقابلتكم هذه للتعبير لكم  أولا عن ما كنا نعيش في الأوقات المظلمة من تاريخ بلادنا في أوقات انهيارها ، وتفككها وحين تركها من كان يفترض أنهم مسؤولون عن إدارة شأنها وأمنها في أوقات حالكة أثناء احتلال مناطقنا من طرف قوات أجنبية. 
  
بعيدا جالسين تحت بطانياتنا البلاستيكية في مخيمات اللاجئين وقلوبنا تتحسر بسبب تحويل مناطقنا وأراضينا إلى ميدان صراع مفتوح ينخر في أرجائه البؤس والمجاعة وعدم الأمن و الفوضى جاعلة مناطقنا فريسة لأزمة إنسانية قد تغرز بمخالبها ممتدة بشكل خطير إلى شعوب إفريقيا وجنوب الساحل بأكملها مهددة أمنها واستقرارها. 

  
إن ثلاثي الفقر المدقع و بطالة الشباب واليأس بمثابة أرضية خصبة لجميع انحرافات وجميع أشكال انتهاك حقوق الإنسان،  ولكن جميع ذلك، فخامة الرئيس، لم يفل من عزمنا في العمل من أجل السلام والمصالحة. 

في خضم هذه الأزمة عقد تجمعنا مؤتمره الاستثنائي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية في أيام 03 و 04 و 5 يونيو 2012 وأدان بشدة احتلال مناطقنا من قبل القوات الأجنبية وأعربنا عن التزامنا الثابت بوحدة البلاد وتمسكنا بسلامة حوزة أراضيه الترابية، وأبلغنا بذلك جميع  السفارات المقيمة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية. 

ساهمنا من بلدان للجوء في المشاركة في مؤتمر أصدقاء مالي في بروكسل، والسنغال، وحصلنا على التضامن الدولي حول مالي و ناضلنا من أجل استعادة قيمنا المجتمعية و قيمنا الأخلاقية، وقمنا بتوعية مواطنينا وأحيينا في نفوسهم المثل العليا النبيلة والتعايش السلمي والترابط  والقيم المشتركة واحترام بعضنا البعض وروح التسامح. 

فخامة رئيس الجمهورية، مع مجيء الديمقراطية وبدء الانتخابات، بدأنا نحلم بالرجل الذي سيطلع بآمالنا، رجل لم يكن بالنسبة لنا سوى شخص فخامتكم،  إذ نرى فيكم رجل الدولة و الحكمة السلمية مع شخصية قوية وبشكل من  يلبي تطلعات الغالبية العظمى من الشعب المالي. 

إنكم بالنسبة لنا تمثلون رجل التغيير من أجل دولة مالية قوية وحرة ومستقلة ونزيهة داخل حدودها ومؤسساتها، و قد تعلقنا ببرنامجكم وقبلناه ودافعنا عنه في منطقتنا و أريافنا ولآن بدأت حملنا الداعمة لكم تؤتي ثمارها. 

ولدت مالي من جديد  كدولة جديدة تتعاقد مع المجتمع من جديد لتجلب له المصالحة بين القلوب والعقول ولتقريب الحكام من المحكومين. 
وضعت الأيام التشاورية حول اللامركزية بتاريخ 21 إلى 23 أكتوبر والجلسات الوطنية حول  الشمال بتاريخ 1 وحتى 3 نوفمبر والمنتدى المحلي والجهوي في غاو بتاريخ 26 نوفمبر إلى غاية 1 دجمبر 2013 الأسس لحوار عفوي متكامل حول تنفيذ لامركزية جهوية ومحلية تأخذ في الحسبان الخصوصيات المحلية والمشاركة الفعلية للهيئات التقليدية وكذالك الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحلية. 

إن كل هذه الإجراءات ذات الصلة تشكل دون شك حكما ديمقراطيا جيدا وتنمية سريعة للمناطق الشمالية، ولقد صرحتم فخامة الرئيس منذ أسابيع من فوق منصة الاتحاد الأوروبي أن "الديمقراطية هي تداول ثابت بين الشعب وقادته ولا يمكن أن تحيى وتنتعش إلا تعهدنا من خلال النظر في تطلعات الشعوب "، وهذا هو القول  الفصل  حقا. 
لكننا، فخامة رئيس الجمهورية، نود أن ننتهز هذه الفرصة السانحة لنقدم بعض مخاوف شعبنا خصوصا:   

1. متى يتم إنشاء لجنة الحوار والتحقيق والمصالحة، لأننا نتوقع الكثير من هذه اللجنة خصوصا تحليل ومعالجة الجرائم التي ارتكبها الجيش في شمال بلادنا، فضلا عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ؟ 

2. نتوقع من لجنة الحوار والتحقيق والمصالحة تهيئة الظروف لعودة اللاجئين والمشردين في ظروف مناسبة و تنظيم حوارات بين مختلف مكونات المجتمع مع استعادة اللحمة الاجتماعية ضمانا للسلام و التنمية. 

3. موازاة مع تحرير المناطق الشمالية فقد عانينا شكلا آخر من أشكال العنف التي ترتكب ضدنا من قبل عناصر من الجيش المالي في منطقتنا ومن طرف جماعات مسلحة في امبونا  و تونكا و جوندام لسرقة المسافرين المسالمين. 

الذين عادوا من العرب والطوارق إلى البلاد من أجل تحريره وقعوا بين نارين فيتم اتهامهم ببساطة أنهم من قطاع الطرق او الإرهابيين بمجرد الوشاية بهم،  ويلقي القبض عليهم من قبل القوات المسلحة على الرغم أنهم يحملون وثائق صادرة عن المفوضية العليا للاجئين. 

وقد عاد المحظوظون منهم إلى مخيمات اللجوء فارين من الانتهاكات والنهب المنظم لتجارتهم وممتلكاتهم في تمبكتو، وغاو و ليري تونكا ونيافونكة... الخ وتشكل تصفية الحسابات السياسية ومطاردة المعارضين دافعا في الرغبة في العودة إلى الحظيرة بالنسبة لعدة عائلات. 

4. متى التوقف عن استجواب الأبرياء من العرب والطوارق كان ذنبهم الوحيد هو أنهم أرادوا استرداد متاجرهم المحتلة في تمبكتو مطالبين بديونهم واستعادة أراضيهم المحتلة من قبل أطراف أخرى. 

 يعتبر الآن جريئا من كان عربيا أو من الطوارق من قد يحاول المرور من أي شارع في "ليره" دون أن يسطو عليه الجيش واللصوص ويوقفونه ويسجنونه. 
5. متي يوظف 500 من الشباب العرب (من أصل 1400) من منطقة تمبكتو تم الاحتفاظ بهم في ابريل 2012  لإدراجهم في القوات النظامية للدولة وماذا ينتظر هؤلاء الشباب بعد مضى عامين؟ وقد عاد نظرائهم من سونغاي والطوارق بالفعل إلى أماكن عملهم. 

6. ما هو المصير الذي ينتظر الفارين من الجيش (عرب وطوارق) الذين يخشون على حياتهم الخاصة ومصالح عائلاتهم وانضموا إلى مخيمات اللجوء ولم يحملوا السلاح أبدا ضد بلادهم بل خشوا من الخلط فقط ؟ 

7. ما هو مصير ولاية تاودني وتنميتها لأن جزءا هاما من للاجئين سيرحلون إليها، فخامة الرئيس، إننا نعول كثيرا على مندوبينا للجلوس في البرلمان. 
فخامة رئيس الجمهورية. 

تتمنى شعوبنا شيئا واحدا: هو الرجوع إلى أراضيها والمشاركة الفعالة في تنمية بلدها ولكن العودة تتطلب توفير شروط مسبقة من بينها خصوصا: 

·       استتباب الأمن والإدارة المحلية 
·       انطلاق مخطط تنموي استعجالي لمناطق الشمال 
·       تحديد  وتطوير مواقع العودة وانخراط مسؤولي المخيمات بصفة مباشرة ففي المخيمات يوجد أطر مسؤولون 

·       انطلاق تنمية مناطق استقبال العائدين خصوصا فيما يتعلق بالمياه (حفر وأبار رعوية) والتعليم (بناء مدارس) وفي مجال الصحة (إنجاز نقاط صحية CESCOM
بعد عودة العائدين ينبغي إطلاق الأنشطة الرعوية و الزراعية (الزراعة المطرية والزراعة المروية و واحتياطيات العلف)، وتصميم المشاريع ذات الأثر السريع مثل AGR والتدريب في القطاع غير الرسمي وقطاع العمل  من أجل الحد من تحديات مشكلة البطالة بين الشباب وتطوير البنية التحتية للمجتمع والقروض المصرفية والتمويل الأصغر. 
·       في مجال كبح النزاعات وتعزيز اللحمة الاجتماعية وضع وتنفيذ البرامج المشتركة ( السكان المحليين والعائدين) في عملية إدماج سريع للسكان العائدين ومساعدتهم في القيام بأنفسهم بشكل سريع. 

فخامة رئيس الجمهوري  

تلك بعجالة أهم اهتمامات تجمعاتنا في الجهورية الإسلامية الموريتانية. 

مرة أخرى فخامة الرئيس، فإننا نعبر لكم عن دعمنا لكم والتزامنا اللامشروط في العمل معكم للمشاركة في مكافحة الحكم الفاسد والرشوة وإعادة بناء  الوطن كقطب تنموي وآمن كما كان دائما، ونسأل الله العلي القدير أن يسدد خطاكم لبناء دولة متعددة الأعراق وموحدة وآمنة ومتصالحة مع ذاتها. 

 ولا يسعنا قبل أن نهيي هذه الكلمة إلا أن نقدم خالص الشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد : محمد ولد عبد العزيز والحكومة الموريتانية وجميع أفراد الشعب الموريتاني الشقيق على كرم الضيافة والمعني الحقيق للإخوة وجو الانفتاح الدائم، ولن نتوقف أبدا عن التعبير لهم عن امتنانا وعرفاننا لهم بالجميل. 
وفي الختام، ويعيش السلام. 

محمد ولد سيد محمد (اميديدي) -صحراء ميديا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة الرأي الأزوادي2014