السبت، 4 يناير 2014

مالي: الأوضاع في الشمال بين التفاوض والحسم العسكري


الرأي الازوادي- وكالات

 
3.01.2014, 20:49
طباعةإرسل المادة إلى صديقكضف إلى البلوك
франция мали франция армия франция военные франция солдат французские солдаты французская армия Мали

حوار مع أبو بكر الأنصاري- رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

أجرى الحوار: فهيم الصوراني
نص الحوار:
سؤال: بداية أناقش مع حضرتك آخر تطورات الأوضاع في مالي، هناك نقطة تحتاج إلى توضيح فيما يتعلق بالأسباب التي دفعت الحكومة لتوجيه اتهام إلى الرئيس بالخيانة العظمى، ما الذي يحدث هناك في واقع الحال؟
جواب: في واقع الحال هناك صراع إثني عنيف داخل مالي الجنوبية بين البنزال والسونغاي فالرئيس الحالي أبو بكر كيتا ينتمي إلى قومية البنزال بينما الرئيس السابق ينتمي إلى قبيلة السونغاي التي يبدأ تواجدها من ولاية موبتي في أقصى جنوب مالي إلى بعض الولايات في شمال مالي، وبالتالي كانت الحكومة المالية تتهم الرئيس أماني توماني توري بأنه كان متعاونا مع الإرهاب ومع القاعدة ومع غيرها في حين أن الرجل كان ببساطة عميلا للوبي الزنجي الأمريكي وكان هدفه شيطنة البيض في شمال مالي لتبرير ما يحدث من جرائم الدولة المالية بحقهم، وبالتالي ما يحدث له من اتهام بالخيانة العظمى يمكن القول أنه صراع إثني بين البنزال والسونغاي من جهة وصراع أيضا بين اللوبي الزنجي الأمريكي وبين النفوذ الفرنسي الذي ينفذه ابرهيم أبو بكر كيتا، هذان الصراعان في مالي بين اللوبي الزنجي الأمريكي الذي يدعم توماني توري وفرنسا التي تدعم ابراهيم أبو بكر كيتا وبين البنزال الذين ينتمي إليهم أبو بكر كيتا والسونغاي الذين ينتمي إليهم توماني توري، هذا الصراع الشائك المتداخل المتشابك الأطراف هو الذي جعل السلطة الحاكمة الذي يقودها البنزال حاليا بقيادة ابراهيم أبو بكر كيتا والتي تدور في فلك فرنسا وتتهم توماني توري بالخيانة العظمى.
سؤال: ولكن فيما يتعلق بالأوضاع في الشمال، يستفاد من التصريحات الأخيرة والموقف الأخير للحكومة في مالي بأن هناك ثمة ما يشبه التذبذب بالمواقف تجاه حل الأزمة في الشمال، فتارة هناك دعوات للتفاوض وتارة أخرى هناك دعوات للحسم العسكري، كيف يمكن حل هذا الالتباس وتفسير التناقض في المواقف؟
جواب: هو تناقض نتيجة لضغوط داخلية وخارجية، هناك رغبة من قبل الشعب المالي في الجنوب بإنهاء المشكلة الأزوادية سواء بالحرب أو بالسلام أو بأي أشياء أخرى، بينما هناك ضغوط فرنسية تملي على الرئيس إملاءات أخرى، وبالتالي فالشارع المالي الداخلي يريد الحسم العسكري وأقصد النخب في المؤسسة العسكرية تريد الحسم العسكري لكي ينتهي هذا الملف المزعج بالنسبة لها بينما فرنسا ترى أنها هي صاحبة الفضل في طرد ما تسميهم الجماعات الإرهابية، وبالتالي تريد فرنسا أن تكون هي المتحكمة في زمام الأمور وتريد أن تفرض على الرئيس المالي أجندة معينة وبرنامج عمل معين، ولكن الرئيس المالي بدأ الآن يدلي بتصريحات أصبحت محرجة للفرنسيين مثل ادعائه أنه لا يمكن أن يتفاوض مع الجبهات بل وصفهم أنهم قطاع طرق وغيرهم من الأوصاف التي أغضبت قصر الأليزيه، فبادروا إلى استدعائه وبعد عودته من فرنسا غير تصريحاته وقال إنه يريد ان يضع جدولا زمنيا، وخلاصة القول أن الرئيس المالي أثبت أنه لا يريد حلا لهذه المشكلة بل يريد أن يتاجر بها كما تاجر قبله من الرؤساء، يريدون أن يبقى هذا الملف ملفا شائكا يحتاجون الدعم الغربي أمنيا لكي يثبتوا نظامهم ويتسولون باسم الاتفاقيات المساعدات المالية، هذا هو الواقع أن مالي لا تريد حلا لمشكلة الشمال وتريد أن تتاجر بها أمنيا للحصول على الدعم الغربي لتثبيت النظام، وتريد أن تتاجر بها اقتصاديا لكي تقول أن هناك سلاما يحتاج إلى تمويل، هذا هو واقع الحال، المتاجرة بدماء الشعب المالي والمتاجرة بمعاناة أهل الشمال وهذا ما يريده النظام سياسة اللا سلم واللاحرب وأن يبقى في رعب وخوف لا يعرفون ما هو الأفق المقبلين عليه.
سؤال: برأيك ما خلفية قرار فرنسا الأخير بتقليص عديد قواتها في الشمال تمهيدا لنقلها إلى افريقيا الوسطى؟
جواب: السبب في ذلك أن قرارها في افريقيا الوسطى لا يحظى بإجماع افريقي كما كان في شمال مالي لأن في شمال مالي كان العدو أبيضا وكانت افريقيا السوداء مجيشة ضده، بينما في افريقيا الوسطى الضحية والمجرم كلاهما أسودن لذلك اضطرت فرنسا البيضاء وفرنسا الأوروبية أن ترسل بجيشها وتنقله من مالي إلى افريقيا الوسطى بسبب قلة الدعم الافريقي له، وكما قلنا أن الدعم الافريقي كان في مالي لأن الضحية كان أبيض وتكالبت عليه افريقيا السوداء بينما في افريقيا الوسطى الضحية والنزاع كل الأطراف سوداء، وبالتالي لا تريد المجموعة الافريقية أن تتورط بسفك أي دم أسود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة الرأي الأزوادي2014