الأربعاء، 26 مارس 2014

تقرير أمريكي يوصي بنشر قوات حفظ سلام بليبيا‎

الرأي الازوادي- وكالات
Mar 25, 2014

أوصى تقرير لمؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث شركاء ليبيا الدوليين بأن يكونوا جاهزين لاحتمال نشر قوة سلام في ليبيا، معتبرا أن احتمال الحرب الأهلية "ليس بعيدا للأسف" رغم أنه مازال يمكن تجنبه عبر "مقاربة صحيحة وشيء من الحظ".
وجاء التقرير الذي صدر بداية الشهر الجاري تحت عنوان "ليبيا بعد القذافي، دروس وانعكاسات على المستقبل" إن أفضل الخيارات هو أن تتولى الأمم المتحدة مهمة حفظ السلام، لكن إذا منعت الخلافات في مجلس الأمن من نشر القوة فإن الناتو والاتحاد الأوروبي سيتوجب عليهما التصرف بشكل مستقل، والأفضل أن يكون ذلك إلى جانب مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، حسب التقرير.
مصالح
ويرى التقرير أنه بوسع الفاعلين الخارجيين تعزيز الأمن في ليبيا، لكن الكلفة تزيد ــ كما  يبدوــ بكثير على ما يمكن للمجتمع  الدولي تعبئته حاليا. ويمكن فرض الأمن أيضا لو سيطرت إحدى المجموعات المسلحة على البقية لكن هذا لن يتأتى إلا بعد صراع أهلي، وسيكون هذا علاجا أسوأ من الوضع الراهن. وبدلا من ذلك بوسع بعض المجموعات في ليبيا الوصول إلى توافق سياسي يخفف من الاحتقان ويتضمن خطوات محددة لتحسين الأمن.
ويقول التقرير إن للولايات المتحدة وحلفائها مصالح أخلاقية وإستراتيجية معا في ضمان أن لا تنزلق ليبيا إلى العنف، وأن تحولها إلى ملجإ للمجموعات الجهادية على مرمى حجر من أوروبا، سيمثل مشكلة كبرى للغرب، منوها إلى أن العنف الإرهابي المتصاعد في ليبيا سيكون له أثر مخيف على منطقة الساحل الهشة فعلا.
تحديات
ويقول التقرير الذي أعده الباحثان كريستوفر تشيفيس وجيفري مارتيني إنه بعد عامين من مقتل القذافي وفي الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، تستمر حالة كبيرة من عدم الاستقرار، والمسار السياسي متوقف والآفاق الاقتصادية تتدهور، رغم أنه من الواضح أن ليبيا في حال أفضل من سوريا وبلدان أخرى في المنطقة.
ويضيف الباحثان: فضلا عن أثرها المباشر على الحكم، فإن حالة عدم الأمن وضعت أيضا الحكومة أمام تحديات تتجاوز بكثير قدراتها، وخلقت مزيدا من الانشغال لحكومة هي في الواقع فريسة للضغط.
ميزات
ويرى أن إن إرساء متدرجا للاستقرار في ظل حكومة تمثيلية ونظام دستوري سيتيح منافع مستمرة من الطاقة والموارد الأخرى في ليبيا، وهو ما سيعزز المنطقة بشكل عام، منبها إلى ضرورة أن تضاعف الحكومة وشركاؤها الدوليون جهودهم للسيطرة على الموقف الأمني في ليبيا عبر خطوات مثل نزع السلاح، وتسريح المقاتلين وإعادة إدماجهم.
وعلى الرغم من التحديات الراهنة –كما يرى الباحثان- فإن ليبيا تظل متمتعة بميزات عديدة مقارنة ببقية المجتمعات التي تعيش أوضاع ما بعد النزاعات، وهو ما يعزز الحظوظ في تحسن الوضع. وهكذا فإن حجم السكان الصغير نسبيا سبب للتفاؤل، كما أن العديد من الليبيين يظلون بشكل عام أقرب في آفاقهم إلى الأمريكيين رغم نفورهم العام من النفوذ الأجنبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة الرأي الأزوادي2014